مؤشرات وإحصائيات سكري الأطفال عالميًا

أشارت الدراسات الحديثة إلى أن معدل الإصابة بمرض السكري يتزايد بسرعة في كل من البلدان المتقدمة والنامية، مع زيادة كبيرة في انتشاره في دول الشرق الأوسط، بين البالغين والأطفال على حد سواء. 

ويُعد داء السكري من النوع الأول الاضطراب الأيضي الأكثر شيوعًا لدى الأطفال والمراهقين. ويزداد معدل الإصابة بالنوع الأول من داء السكري في الطفولة والمراهقة بنسبة 3-4٪ كل عام ويبلغ الآن 22.9 حالة جديدة سنويًا لكل 100000 شخص حتى سن 15 عامًا.(1)

كيف يصاب الأطفال بمرض السكري؟

داء السكري هو متلازمة تُعرف باضطراب التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والبروتين والدهون نتيجة لنقص الانسولين المطلق (داء السكري من النوع الأول) أو نقص الانسولين النسبي ومقاومته (داء السكري من النوع الثاني). وهو أكثر اضطرابات الغدد الصماء واضطرابات التمثيل الغذائي شيوعًا في الطفولة والمراهقة.  ويمكن أن يحدث مرض السكري في جميع الأعمار عند الأطفال.

ومع أن النوع الاول هو الشكل الأكثر شيوعًا من النوع الثاني الذي لوحظ عند الأطفال، فإن النوع الثاني أصبح أكثر انتشارًا في هذه الفئة العمرية حيث يعتقد أن السمنة هي السبب الرئيسي له لدى الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي لهذا المرض، وأنها عامل خطر معروف في تطوير السكري من النوع الثاني. وقد ثبت أن السكري من النوع الثاني.في الأطفال والمراهقين قد زاد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة جنبا إلى جنب مع ارتفاع معدل الإصابة بالسمنة.(2)

أما داء السكري الوليدي فيحدث قبل عمر ٦ أشهر وهو نادر نسبيًا.

متى أعرف أن طفلي قد يكون مصابًا بالسكري؟

يعد التشخيص السريع والقاطع لمرض السكري في مرحلة الطفولة أمرًا ضروريًا لتجنب ظهور المضاعفات في كل من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني. ويمكن أن تختلف علامات وأعراض مرض سكري الأطفال باختلاف الأفراد، وقد قدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات تتعلق بتشخيص مرض السكري وضعف تنظيم سكر الدم.

يتم تشخيص مرض السكري من النوع الأول في مرحلة الطفولة والمراهقة على أساس الأعراض النموذجية لمرض السكري مثل كثرة التبول، سلس البول، العطش، فقدان الوزن، التعب، اضطرابات التركيز، اضطرابات بصرية، مشاكل سلوكية أو التهابات القلاع، ويشخص أيضًا عن طريق قياس نسبة السكر في الدم.(3) ومع أن مدة هذه الأعراض عادة ما تكون قصيرة (أيام إلى أسابيع)، فإن الطفل كلما كان أصغر سنًا زادت صعوبة ربط الأعراض إلى أحد مظاهر مرض السكري.

يُضعف ارتفاع السكر في الدم المناعة، ويجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة، خاصة في المسالك البولية والجلد والجهاز التنفسي.

وقد تشمل الأعراض الأخرى لمرض السكري الإمساك، وفقدان الشهية، ولكن الأطفال الأصغر سنًا ، الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات، عادة ما يكونون بدون أعراض باستثناء سلس البول الليلي. لذلك هناك حاجة زائده للانتباه في هذه الفئة العمرية لمنع التشخيص المتأخر وعواقبه.

ماذا أفعل عند إصابة الطفل بالسكري ؟

بعد ملاحظة أعراض مرض السكري على الطفل والتأكد من إصابته، فإن الأولوية الرئيسية للتعامل مع مرض السكري للأطفال الأصغر سنًا تتمثل في الوقاية من نقص السكر وارتفاع السكر في الدم وتقلبات مستوياته، والتعرف عليهما وعلاجهما للحفاظ على سلامة الطفل وصحته.

لذلك يعد تثقيف الآباء حول كيفية منع نقص السكر في الدم والتعرف عليه أمرًا بالغ الأهمية، من خلال مراقبة استهلاك طعام الطفل ونشاطه وسلوكه، والتأكد من عدم حدوث انخفاض في مستوى السكر من خلال مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم في أوقات محددة قبل الوجبات الخفيفة والنشاط البدني لاكتشافه قبل حدوث أعراض حادة لدى الطفل.(4)  

يحتاج الوالدان إلى معرفة كيفية ضبط الانسولين للحفاظ على مستويات سكر الدم في نطاق 70-120 ملجم / ديسيلتر (3.9-6.7 ملي مول / لتر) قبل الوجبات.  ويجب أن تكون أنظمة الانسولين مصممة بشكل فردي لتلبية احتياجات كل طفل.

من ناحية أخرى، يحتاج الوالدان أيضًا إلى معرفة كيفية تعديل جرعات الانسولين للوقاية من نقص السكر في الدم. فقد أثبتت تجربة السيطرة على مرض السكري ومضاعفاته أن تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري على المدى الطويل.

وكذلك فإن التدريب المنظم على التغذية السليمة المناسبة لعمر الطفل واتباع نظام غذائي يعتمد على تخطيط الوجبات باستخدام حساب الكربوهيدرات هو من المتطلبات الأساسية للتحكم في التمثيل الغذائي في الجسم ويعد جزءًا لا يتجزأ من التثقيف حول مرض السكري ومعرفة التعامل معه لضمان الحفاظ على الطفل في بيئة رعاية صحية وآمنة للأطفال.

ويضاف إلى ذلك ضرورة القيام بزيارات سنوية لطبيب العيون بعد بلوغ عشر سنين من العمر، وبعد الإصابة بداء السكري من النوع الأول لمدة ثلاث سنين أو أكثر.(5)

إمكانية علاج السكر عند الأطفال

العلاج بالانسولين

القاعدة الأساسية لعلاج مرض السكري حاليًا هي العلاج بالانسولين مدى الحياة. والهدف من العلاج بالانسولين هو محاكاة الإفراز الفيزيولوجي للانسولين للمساعدة في إعادة توازن مستوى السكر في الدم.

 يجب أن يبدأ العلاج بالانسولين من وقت التشخيص، ويجب أن يستمر مدى الحياة، وقد تختلف الحاجة إلى الانسولين في مراحل مختلفة من المرض.

 يوصى بتطبيق علاج الانسولين للأطفال باستخدام قلم الانسولين أو مضخة الانسولين.(6)

وهناك طرق جديدة قيد التطوير لعلاج الانسولين، مثل مضخات الانسولين، ومراقبة الجلوكوز المستمرة. ويتم البحث عن علاج للمرض من خلال بروتوكولات العلاج المختلفة بما في ذلك تلك التي تهدف إلى استبدال خلايا البيتا عن طريق زرع أعضاء البنكرياس أو زرع الخلايا الجذعية. 

 

يمكن حصر بروتوكولات علاج مرض السكري من خلال ما يلي:

  • جهود الوقاية والتشخيص المبكر من خلال الفحص الجيني والمناعي للأطفال المعرضين لمخاطر عالية للإصابة بمرض السكري.

  • تطوير الانسولين الجديد والمحسن.

  • إعطاء الانسولين بطرق بديلة مثل الأنف والاستنشاق.

  • تحسين إدارة ونتائج زراعة خلايا البنكرياس والخلايا الجذعية.

  

وبشكل عام، فإن هناك حاجة ماسة لبرامج تعديل نمط الحياة التي تبدأ في مرحلة الطفولة، ويحتاج المجتمع إلى تغيير عاداته تجاه التغذية واللعب والتمارين في مرحلة الطفولة، لتقليل احتمالية الإصابة بالسمنة التي تعتبر السبب الرئيس لمرض السكري عند الأطفال.

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع