مرض السكري مصطلح يشير إلى عدة حالات مَرَضية ترتبط بالكيفية التي يعمل بها جسم الإنسان على تحويل الطعام إلى طاقة. إذ إنه عندما يتناول المرء الكربوهيدرات، يتولى جسمه تحويلها إلى سكر يسمى الجلوكوز ويرسلها إلى مجرى الدم. ويقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين، وهو هرمون يساعد على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة. وعندما يكون المرء مصاباً بمرض السكري ولا يتلقى علاجاً له، فإن جسمه لا يستخدم الأنسولين على النحو المطلوب. ويبقى قدْر كبير من الجلوكوز في الدم، وهي الحالة المرضية التي تُعرف عادةً بارتفاع نسبة السكر في الدم. ومن شأن ذلك أن يتسبب في مشكلات صحية قد تكون خطيرة أو يمكن أن تُسبّب الوفاة.

وفي حين أنه لا يوجد علاج لمرض السكري، يمكن للشخص المصاب بهذا المرض أن يعيش حياة صحية مستقرة إذا ما واظب على العلاج وعاش نمط حياةٍ سليم ومتّزن.

مقدمات مرض السكري

هي مرحلة ما قبل السُّكري، وهي الحالة المرضية التي يكون فيها مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنه ليس مرتفعاً بالقدْر الذي يجعل الطبيب يُشخّص الحالة بصفتها مرض السكري. ويمكن أن تجعلك مقدمات السكري أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. غير أنّ من شأن ممارسة الرياضة والنشاط البدني السليم وتناول الأطعمة الصحية والتخلص من الوزن الزائد، حتى ولو بنسبةٍ قليلة تتراوح من 5% إلى 7% من وزن جسمك، الحد من هذه المخاطر الصحية وإعادة مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي.

أنواع مرض السكري

لمرض السكري عدة أنواع مختلفة استناداً إلى سبب المرض.

مرض السكري من النوع الأول

يُطلق على مرض السكري من النوع الأول أيضاً مرض السكري المعتمد على الأنسولين. وكان يطلق عليه في الماضي سكري اليافعين، لأنه غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة. ويُعد مرض السكري من النوع الأول من أمراض المناعة الذاتية التي يُفرِز فيها البنكرياس قدراً ضئيلاً من هرمون الأنسولين، أو لا يُنتجه مطلقاً، ممّا يحول دون دخول سكر الجلوكوز إلى الخلايا لإنتاج الطاقة. وتتسبّب عوامل مختلفة، مثل الجينات وبعض أنواع الفيروسات، في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. ويمكن أن يحدث كذلك بسبب مشكلات في خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.

وتحدُث العديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تصاحب مرض السكري من النوع الأول بسبب تلف الأوعية الدموية الدقيقة في العين (يُسمى اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري)، وفي الأعصاب (يُسمى اعتلال الأعصاب الناجم عن مرض السكري)، وفي الكُلى (اعتلال الكُلية الناجم عن مرض السكري). كما أنّ الأشخاص المصابين بهذا النوع معرّضون بدرجة أكبر لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

مرض السكري من النوع الثاني

كان يُطلق على مرض السكري من النوع الثاني اسم السكري غير المعتمد على الأنسولين، أو سكري الكبار. لكنه أصبح أكثر تفشّياً بين الأطفال والمراهقين على مدار الأعوام العشرين الماضية، ويُعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى تفشّي زيادة الوزن أو السمنة لدى الشباب. إذ إنّ حوالي 90% من مرضى السكري مصابون بالنوع الثاني، حسب منظمة الصحة العالمية.

وعندما تكون مصاباً بمرض السكري من النوع الثاني، فعادةً لا ينتج البنكرياس القدر الكافي من الأنسولين. كما أنّ خلايا الجسم لا تستجيب لهرمون الأنسولين على النحو السليم، ما يترتب عليه امتصاصها قدراً أقل من السكر. وفي حين أنّ مرض السكري من النوع الثاني غالباً ما يكون أقل حِدةً من النوع الأول، إلا أنه من الممكن أن يسبّب مضاعفات صحية جسيمة، خاصة في الأوعية الدموية الدقيقة في الكُلى والأعصاب والعينين. كما يزيد النوع الثاني أيضاً من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

سكري الحمل

يُسمى مرض السكري الذي يصيب المرأة أثناء حملها بسكري الحمل. وغالباً ما يكتشفه الأطباء في منتصف فترة الحمل أو أواخرها. ونظراً لأن سكر الدم لدى المرأة ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين، فمن المهم السيطرة على سكري الحمل لحماية صحة الطفل ونموّه. حيث يُعد سكري الحمل أكثر خطورة على الجنين من الأم، إذ يمكن أن يعاني الطفل من زيادة غير عادية في الوزن قبل الولادة، أو صعوبة في التنفس عند الولادة، أو زيادة مخاطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري في وقت لاحق من حياته.

ويشمل علاج سكري الحمل التخطيط السليم للوجبات لضمان الحصول على قدْرٍ كافٍ من العناصر الغذائية وفق إرشادات الطبيب المختص، فهناك أنظمة غذائية قد تتطلب وجود دهون ومفيدة لمرض السكري، وممارسة التمارين الرياضية بصفة يومية، وتناول الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم، إذا لزم الأمر.

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع