مرض السكري هو أحد الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا، ومثل غالبية الأمراض المزمنة الأخرى ترتبط بمرض السكري عِدة مضاعفات خطيرة تستدعي من المريض حرص شديد ومتابعة مستمرة لحالته الصحية مع الطبيب المعالج. لذا غالبًا ما يلتزم الأشخاص المصابين بمرض السكري بنمط حياة صحي يعتمد على زيادة النشاط الرياضي وتناول الأطعمة الصحية والأدوية الموصوفة لهم بناءً على الخطة العلاجية. بجانب اهتمام المريض اليومي بحالته الصحية، هناك أهمية كبيرة تكمن في زيارة الطبيب المعالج بصورة دورية ومنتظمة لإجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية اللازمة للاطمئنان على حالة المريض ووضعه الصحي، حيث تساعد زيارة الطبيب المعالج في إتاحة الفرصة للمريض أو المعتنين بحالته -إذا كان كبيرًا بالسن أو طفلاً- في طرح جميع الاستفسارات ومناقشة التساؤلات مما يساعد المريض في فهم حالته الصحية بصورة واضحة ومعرفة المزيد حول داء السكري، كما تزوّد نتائج الفحوصات والتحاليل المخبرية الطبيب المعالج بالمعلومات الكافية حول مستويات السكر والدهون في الدم، ومدى انتظام ضغط الدم لتفادي خطر الإصابة بأي مضاعفات في المستقبل، إذ تساعد مراقبة النتائج في فهم الحالة الصحية للمريض، والتحكم في الخطة العلاجية وتعديلها، وكذلك تتبع حالة المريض ومعرفة مدى التزامه بالخطة العلاجية وتناول أدويته بالطريقة الصحيحة وعلى نحو منتظم.

لذا نوضح في هذا المقال أهم الفحوصات والتحاليل المخبرية المهمة التي يجب على مرضى السكري إجراؤها بشكل منتظم للوقاية من تداعيات ومضاعفات داء السكري، كما نودُّ أن ننوه بضرورة التواصل مع طبيبك المعالج لتحديد جميع الفحوصات والتحاليل المخبرية اللازمة بناءً على وضعك الصحي.

الفحوصات السريرية:

•         فحص قاع العين، في هذا الفحص يلتقط الطبيب صورًا لقاع العين للكشف عن أي تلف في الأوعية الدموية أو الأعصاب البصرية المحيطة بشبكية العين، لذا يساهم هذا الفحص في الكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكريّ وهو أحد أشهر مضاعفات داء السكري، لذا ينبغي إجراء هذا الفحص مرة واحدة على الأقل في السنة، حتى إذا كانت الرؤية لدى المريض بحالة جيدة.

•         فحص القدم يبحث الطبيب في هذا الفحص عن وجود أي التهابات، أو تقرحات، أو تورّم في القدم، ويختبر الطبيب كذلك حساسية القدم للمس للكشف عن أي تلف في الأعصاب الطرفية، لذا يساعد هذا الفحص في الكشف عن أعراض القدم السكري وعلاجها مبكرًا مما يمنع من التسبب في مضاعفات أكثر خطورة تهدد صحة المريض. ينصح بعمل الفحص في أول زيارة للطبيب ومرة واحدة على الأقل كل عام. 

•         قياس الوزن وضغط الدم، يجب قياس ضغط الدم ووزن المريض عند كل زيارة للطبيب المعالج.

•         فحص اللثة والأسنان، بسبب ضعف المناعة لدى مرضى السكري يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية التي تصيب الفم والأسنان، كما أن ارتفاع معدلات السكر في اللعاب من شأنها زيادة فرصة حدوث تسوس للأسنان، لذا يفضل إجراء فحص كامل لأنسجة الفم والأسنان كل ستة أشهر.

التحاليل المخبرية:

•         معدل السكر التراكمي (A1c Glycosylated hemoglobin)، يكشف هذا التحليل عن معدل الجلوكوز المرتبط بخلايا الدم الحمراء، لذا يعدُّ هذا التحليل من التحاليل المهمة لمرضى السكري التي تزوّد الطبيب المعالج بأرقام دقيقة لمعدلات السكر في دم المريض خلال الثلاثة الأشهر الماضية، مما يساعد الطبيب على تتبع حالة المريض ومعرفة مدى التزامه في تناول الأدوية الموصوفة له في خطته العلاجية.

•         تحليل البول للكشف عن الألبيومين المجهري (Microalbumin)

تقدم عيّنات البول معلومات جيدة عن كفاءة الكليتين في أداء وظائفها، لذا يكشف هذا التحليل عن مستويات الألبيومين المجهري في بول المريض والذي لا يظهر عادةً في الحالات الطبيعية، حيث يعتبر وجوده في بول المريض علامة مبكرة لحدوث تلف أو مشاكل في كلى المريض. لذا يفضل إجراء هذا الفحص مرة واحدة في السنة للكشف المبكر عن أي مرض يصيب الكلى ويؤثر على وظائفها.

•         فحص الـ Lipid profile تساعد مراقبة مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم الطبيب على تحديد إن كان المريض عرضة للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، لذا ينصح بإجراء هذا التحليل مرة واحدة في كل سنتين.

•         تحليل شامل لوظائف الكلى، يساعد هذا الفحص على أخذ صورة واضحة لمدى كفاءة عمل الكليتين وقدرتها على تنقية الدم وللكشف المبكر عن أي أعراض لمرض الكلى السكريّ. ينصح بإجراء التحليل مرة واحدة في السنة.

بالانتظام على هذه الفحوصات والتحاليل بصورة دورية سيكون المريض أكثر اطمئنانًا من مضاعفات مرض السكري ويستطيع التعايش مع حالته الصحية بأمان، وأخيرًا تذكّر عزيزي القارئ بأن "درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج"!

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع