مرض السكري: أبرز ما تحتاج معرفته حول السكري وأعراضه وعلاجه

مرضُ السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، ويُقدر عدد المصابين به حول العالم بحوالي 422 مليونًا حسب منظمة الصحة وآخر إحصاء. و حتى مع انتشاره، لا يتعرف الكثيرون على أعراض مرض السكري، أو لا يتعاملون معها بجدية، فحتّى إن كان المرضُ متعلقًا بارتفاع مستوى السكر في الدم، فإن إهماله يعرِّض الكثير من أعضاء ووظائف الجسد للتلف على المدى البعيد، لذا يلزم الأشخاص الذين تم تشخيصهم به، تحويل نمط حياتهم إلى نمط صحي، ولا يضرُ إطلاقًا أن يفعل الأشخاص السليمون ذلك أيضًا، لارتفاع معدلاته بشكلٍ ملحوظ، خاصة مع نمط الحياة الحالي الذي يُشجع على الخمول والكسل.

ما هو السكري؟

مرض السكري مرضٌ مزمن، ينتج  بسبب خلل في إفراز الإنسولين في الجسم بكميات كافية أو في استخدام الجسم له، أو كلاهما، ما يؤدي لحالة من فرط السكر في الدم، ويُصنف الأشخاص بعد ظهور أعراض ارتفاع السكر وتشخيصهم مرضى  بالنوع الأول، أو الثاني.

النوع الأول من مرض السكري

لا يُصيب سوى  10 بالمئة تقريبًا من عدد الأشخاص الذين يُعانون من هذا المرض، وينتج عندما يبدأ جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، ما يجعل نسبة الأنسولين في الدم قليلة أو منعدمة.

النوع الثاني من مرض السكري

غالبية من يُعانون من هذا المرض المزمن  يُعانون من النوع الثاني، ويرتبط هذا النوع أساسًا بالسمنة ونمط الحياة السيئ والتغذية غير السليمة، ويحصل بسبب اختلال إفراز الأنسولين في الدم وعجز البنكرياس عن إنتاج الكمية المطلوبة من الأنسولين بسبب مقاومة الخلايا له.

مرحلة ما قبل السكري

لا تحتاجُ لانتظار ظهور أعراض السكري لتقوم بالفحوص اللازمة للتأكد من مستوى السكر في الدم، يجد البعض نفسه في مرحلة بينية، حيث تكون مستويات السُكر مرتفعة، لكن ليس بالشكل الذي يجعلهم ضمن مرضى السكر من النوع الثاني، إلّا أن التشخيص بمقدمات السكري يعني الإصابة بالسكري من النوع الثاني فيما بعد.

كيف  يحدث مرض السكري داخل الجسم؟

عندما تستهلك الطعام، يقوم الجسم بتحويله للغلوكوز لاستهلاكه كطاقة، فيعمل البنكرياس على إفراز كميات مُحددة من هرمون الإنسولين لتنظيم مستوى السكر ومُساعدة الخلايا على امتصاصه، وبارتفاع الغلوكوز في الدم، يُصبح البنكرياس عاجزًا عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو يُصبح الجسم عاجزًا عن استخدام الأنسولين بعد إنتاجه، حيث تعجز الخلايا عن الاستجابة بشكلٍ صحيح للإنسولين الذي يتم إنتاجه، فترتفع نسبة السكر في الدم فوق المستويات الطبيعية.

 

أعراض مرض السكري

من الضروري التأكد من مراجعة الطبيب والقيام بالفحوص اللازمة للتأكد، خاصة أنه في حالات كثيرة، لا تظهر أعراض مرض السكري إلّا متأخرًا، أو يتم إهمالها إلى أن تُصبح المضاعفات ظاهرة، الكشف والتشخيص المبكرين، يُمكنهما أن يلعبا فارقًا كبيرًا في تحسن حالات المرض بعد التقدم في العمر.

  • كثرة التبول.

  • فقدان الوزن غير المُبرر.

  • تأخر التئام الجروح.

  • الشعور المتواصل بالجوع.

  • جفاف الفم.

  • الحكة.

  • ألم وحرقة وتنمل الأرجل.

  • ظهور علامات سوداء في منطقة العنق والإبط وتُعتبر ردة فعل واضحة لمقاومة الأنسولين.

  • الأرق.

  • رؤية مشوشة/ضبابية.

  • الإغماء في الحالات المتقدمة.

هل أعراض ارتفاع السكر لها علاقة بالسكريات؟

قد يُرجع الكثيرون ظهور أعراض مرض السكري لاستهلاك السكريات بشكلٍ مفرط وذلك بسبب التسمية على الأرجح، بعض الدراسات أظهرت علاقة بشكلٍ ما بين استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر والنوع الثاني من السكر، ويؤمن بعض الباحثون بوجود روابط مباشرة بين استهلاك السكر وظهور علامات وأعراض السكر في الدم، في حين يرى المجتمع العلمي والطبي على أن السكر ليس من مُسببات مرض السكري، ولكنه يؤثر على  الوزن، الذي يبقى واحدًا من أهم أسباب الإصابة بالنوع الثاني إن لم يكن المسبب الرئيسي.

اما في النوع النوع الأول من مرض السكري، يُصاب جهاز المناعة بخللٍ ويبدأ في مهاجمة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وبالتالي يصعب معرفة مسبباته، ولا يرتبط بالعمر أو النمط الحياتي للشخص أو ما يأكله، وبالتالي لا يوجد رابط بين استهلاك السكريات وظهور أعراض السكر في هذا النوع.

رغم ذلك، وحتّى بعدم اعتباره مؤثرًا مباشرًا، فإنه يُنصح بالتقليل من كميات السكر المستهلك، إذ أنها تؤثر على الوزن، الذي يرفع خطر الإصابة بمرض السكري، سواء كانت الزيادة ملحوظة بشكلٍ بسيط، أو لمن يُعانون من السمنة، ومازال الباحثون يدرسون تأثير السكر المُضاف بعيدًا عن السمنة.

علاقة السكري بالعمر

تتشكل النسبة الأكبر من مرضى السكري من النوع الثاني من الشريحة العمرية ما بين 40 و50 سنة وذلك وفق المؤسسة العالمية لمرض السكري، حتّى وإن كانت هناك مؤشرات واضحة على أن نسبة الأشخاص المصابين به بين 20 و40 سنة في تزايد، مع انخفاض العمر الذي يتم فيه تشخيص المرض بعد ظهور أعراض السكري.

يرتبط المرض بشكلٍ رئيسي بنمط حياة الأشخاص، إلّا أن خطر الإصابة وكذلك خطورته تتزايدان بشكلٍ واضح عند كبار السن، لذا من المهم عليهم، التأكد من مراجعة الطبيب بشكلٍ دوري، خاصة أن العُمر يؤثر بشكلٍ كبير على قدرة الشخص على ممارسة الرياضة بشكلٍ دوري لتقليل مُضاعفات  المرض.

لا يُوجد عمرٌ محدد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة أن البعض لا يُشخص إلّا بعد سنوات من الإصابة به، دون ظهور أعراض السكري بشكل واضح، أو تكون الأعراض خفيفة، في حين يُصيب النوع الأول الأطفال والشباب بشكلٍ رئيسي.

علاج مرض السكري

العلاج الدوائي يبدأ عند مرضى السكري مباشرة بعد التشخيص او في بعض الاحيان في مرحلة ما قبل السكري، ويُصبح تغيير نمط الحياة ضروريًا، يُوصي الأطباء كل مرضى السكري بممارسة الرياضة والأنشطة الحركية بشكلٍ يومي، كما يتوجب على المرضى اتباع نظامٍ غذائي صحي على قدر الإمكان، وقد تختلف نصائح الطبيب بشكلٍ واضح  حسب عمر ووزن وجنس المريض، وإلى أي حدٍ تظهر عليه أعراض ارتفاع السكر وإلى أي مدى تُؤثر على حياته اليومية.

وكذلك الحال في مرحلة ما قبل السكري، لا بد من تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة والعمل على الحفاظ على وزنٍ مثالي، ويُعتبر الاعتياد على ذلك أفضل بكثير من انتظار ظهور أعراضٍ واضحة، التي قد تأتي بعد سنواتٍ من الإصابة بالمرض.

عندما يتعلق الأمر بالسكري من النوع الأول، يحتاج المرضى لحقن الأنسولين بشكلٍ يومي، أو التزود به من خلال طريقة أحدث كمضخة الأنسولين أو قلم الأنسوليين.

أمّا النوع الثاني، فتُصرف أدوية مثل الميتفورمين و السلفونيل يوريا وغيرها ، وهي أدوية تؤخذ عن طريق الفم، وقد يُصرفان معًا أو يتم الاكتفاء بالميتفورمين، الذي يعمل على تقليل مقاومة الجسد للأنسولين، وقد يكتفي المصابون بالنوع الثاني بالأدوية عن طريق الفهم أو الأنسولين، أو كلاهما.

يتم طبعًا وباستمرار مراقبة مستويات السكر، ولا يعني أخذ الدواء الاكتفاء به، بل لا بد من إجراء الفحوص الدورية، ومراجعة الطبيب واحترام الجدول المحدد لإجراء الفحوص المتعلقة بالسكري وكذلك بكل الأعضاء التي يُؤثر عليها، كالعيون والقلب.

 من المهم أن تأخذ المرض وأعراض ارتفاع السكر بشكلٍ جدي للغاية. استشارة الطبيب والقيام بالفحوص اللازمة، هي الطريقة الوحيدة لتشخيص المرض وعلاجه وتفادي مضاعفاته، لا تُحاول الحصول على الدواء بنفسك حتّى إذا كنت موقنا بأن أعراض مرض السكري ظهرت عليك، ولا تُجرب البدائل الطبيعية، اعلم دائمًا أن التأخر في تشخيص المرض وعلاجه، يجعل التحكم في أعراضه أمرًا أصعب.

 

الطب البديل لعلاج السكر

لا ينصح الأطباء إطلاقًا بالتخلي عن العلاج الدوائي واستبداله بالتداوي بالأعشاب أو الخلطات الشعبية، لا يُمكن اعتبار أيٍ منها بديلا للعلاجات المتوفرة،

خاصة أن حالة كل مريض تختلف ويختلف معها برنامجه العلاجي، وحتّى إن كانت بعض الخلطات توهم المريض بالتحسن بالمساعدة على تقليل بعض أعراض مرض السكري، فهذا لا يعني إطلاقًا أنها تُساعد على التحكم في مستوياته، خاصة لمن يُعانون من السكري من النوع الأول.

في النهاية لا بد من اتباع الطُرق الآمنة في التشخيص والعلاج، واحترام نصائح الطبيب، والأهم اتباع نمط حياة صحي، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أية تغييرات مفاجئة.

حتّى وإن كان هذا المرض مزمنًا، فإن التعايش معه ممكن، ويُمكن للجميع عيش حياة طبيعية، أعراض مرض السكر قد تكون مزعجة، وقد يُؤثر على العديد من الوظائف والأعضاء الحيوية، لكن من المهم أن تعلم أن مرضى السكري يتحسنون ويعيشون حياة تتأثر بشكلٍ بسيط بأخذ المرض بشكلٍ جدّي واستبدال نمط الحياة بما يتلاءم مع المرض.

سارع بفحص معدل السكر لديك إذا كان تاريخ العائلة يجعلك مُهددًا بشكلٍ أكبر للإصابة، أو إن كُنت تعاني زيادة واضحة في الوزن أو تُعاني من السمنة ولا يتكون نمط حياتك اليومي من أي نوعٍ من أنواع الرياضة أو الحركة.

قد تجد صعوبة في البداية في التأقلم، وكغيره من الأمراض، قد لا يكون من السهل جدًا اتباع كل التعليمات والنصائح بشكلٍ سهل، لذا لا تخجل من طلب المساعدة، من طبيبك، صيدليك عند الحاجة، والأهم، أشرك أهلك، سيكون من السهل عليك التأقلم بدعمٍ منهم، والتعامل مع الأزمات بشكلٍ أفضل.

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع