تؤدي بعض العوامل البيئيّة دورًا أساسيًّا في تشخيص مرض السكري للأشخاص المُحتمل إصابتهم، ومن أهمّ هذه العوامل زيادة الوزن، والأسباب الوراثيّة. كما وإنّ الإناث أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بالذكور، وأثبتت الأبحاث أيضًا أنّه يُمكن لمريض السكري أن يعيش 18 عامًا بعد اكتشافه الإصابة بالسكري، حيث اختفت تقريبًا غيبوبة السكر التي تُسبّب الوفاة لمرضى السكري. بينما يموت ما يقارب من 75% من مرضى السكر نتيجة حدوث مضاعفات الأوعية الدموية، لا سيّما أمراض القلب التاجيّة.

أمّا المضاعفات الوعائية الكلوية فهي تُعدّ السبب الأساسي لوفاة الأطفال المصابين بهذا المرض، ونتيجة لذلك فإنّه من المهم جدا متابعة الطبيب للسيطرة على مرض السكري، خاصّة في السنوات الأولى من اكتشافه عند المريض، من أجل التقليل من حدّة أعراضه والسيطرة عليه وعلاجه إن أمكن.

الآن وبعد تشخيص المرض، ما الذي يجب على المريض فعله والالتزام به لعلاج السكري والسيطرة عليه؟ لنتعرّف على الإجابات من خلال هذا المقال.

رحلة علاج السكر طويلة، فما هي معالمها؟

لا يوجد علاج حتمي وشافٍ بالكامل لمرض السكري، ولكن العلاج لهذا المرض يَكمُن في مساعدة المريض بإدارة حالته، ومنع تفاقم الأعراض. بينما تشير بعض الدراسات إلى أنّ جراحة السمنة ( في بعض حالات السمنة المفرطة)، وتغيير نمط الحياة، والأدوية قد تُؤدّي إلى الشفاء من مرض السكري النوع الثاني في حال اكتشافه مبكرًا.

السكري من النوع الأول

  1. إمكانيّة العلاج

    - لا يوجد حاليًا علاج لهذا النوع من السكري، ولكن يمكن السيطرة على المرض من خلال معالجة الأعراض مدى الحياة.

    - تعمل الدراسات على تقييم العلاج الجيني أو الطب التجديدي باستخدام الخلايا الجذعيّة أو خلايا البنكرياس الجزيرية، والتي يحتمل أن تكون خيارات علاجيّة مستقبليّة.

  2. العلاج بالأنسولين والأدوية الأخرى

    - يمكن استخدام حقن الأنسولين اليومية أو استخدام مضخة الأنسولين حسب الحاجة نهارًا وليلًا.

    - يمكن وصف أدوية أخرى (مثل: براملينتيد)، والتي تساعد في وقف ارتفاع مستويات الجلوكوز من الارتفاع أكثر من اللازم.

  3. نمط الحياة العلاجي

    - اتباع خطة العلاج والنصائح الطبية التي يقدمها الطبيب المُختص.

    - اتباع أسلوب حياة نشط وصحي.

    - الانتباه لمستويات السكر عند ممارسة الرياضة.

    - إدارة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول المرتفعة.

  4. تجنُّب المضاعفات

    - اتباع خطة العلاج التي يصفها الطبيب الُمختص.

    - معرفة علامات نقص السكر وارتفاعه في الدم.

    - ارتداء هوية طبية.

    - اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الالتهابات.

    - إجراء فحوصات منتظمة للعيون.

    - فحص الجروح، وطلب العلاج المُبكّر.

  5. الوقاية

    ليس من الممكن الوقاية من هذا المرض حتى الآن، ولم تُكتَشف الطريقة.

السكري من النوع الثاني

  1. إمكانيّة العلاج

    - لا يوجد علاج حاليًا، ولكن متابعة الحالة والسيطرة على الأعراض تَحول دون تفاقم المرض والسيطرة عليه.

    - قد تُقلّل جراحة السمنة من الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة.

  2. العلاج بالأنسولين والأدوية الأخرى

    - قد يُقلّل عقار الميتفورمين من كمية السكر التي ينتجها الكبد.

    - يمكن وصف مثبطات SGLT2، أو مثبطات DPP-4، أو مثبطات ألفا جلوكوزيداز، وذلك للتقليل من مستويات السكر في الدم.

    - يمكن لبعض الأدوية مثل: ميجليتينيدات (خافضاتُ السُّكَّر الفمويَّة) أو مركبات السلفونيل يوريا زيادة مستويات الأنسولين.

    - يمكن لدواء "الثيازوليدينديون" زيادة الحساسية للأنسولين.

    - يمكن أن تزيد منشطات الببتيد 1 التي تشبه الجلوكاجون الأنسولين، وأن تقلّل مستوى السكر في الدم.

    - يمكن أن تقلّل نظائر الأميلين من نسبة السكر في الدم، من خلال إبطاء عملية الهضم.

    - قد يساعد وصف الأنسولين في علاج بعض الحالات.

  3. نمط الحياة العلاجي

    - اتباع خطة العلاج والنصائح الطبية التي يقدمها الطبيب المُختص.

    - اتباع أسلوب حياة نشط وصحي.

    - إدارة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول المرتفعة.

    - تجنُّب التدخين.

    - معرفة الآثار السلبية والمضاعفات الضارّة للمرض.

  4. تجنُّب المضاعفات

    - معرفة علامات المضاعفات المحتملة.

    - ارتداء هوية طبية.

    - اتخاذ التدابير اللازمة لتجنُّب الالتهابات.

    - فحص الجروح، وطلب العلاج المُبكّر.

    - إجراء فحوصات منتظمة للعيون.

    - اتباع نظام غذائي صحي.

    - ممارسة الرياضة بانتظام.

  5. الوقاية

    - اتباع نظام غذائي صحي وتقليل الوزن.

    - ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

    - الابتعاد عن التدخين نهائيًا.

    - اتباع تعليمات الطبيب المُختص عند تشخيص المرض.

أبرز الأخطاء في رحلة علاج السكر

هناك بعض الأخطاء الشائعة التي قد يرتكبها مرضى السكري خلال رحلة علاج هذا المرض، ومن أكثرها شيوعًا:

  • عدم تناول الأدوية الموصوفة بالشكل الصحيح: لا تُخطئ أبدًا في الجرعة التي يصفها لك الطبيب، ولا تغيّرها بتاتًا دون استشارة. راجع جدول الأدوية مع الطبيب، وأخبره في حال كنت تعمل في مناوبات ليليّة، فقد تحتاج إلى تناول الدواء في أوقات مختلفة.

  • اختيار المشروبات الخاطئة: بالطبع أنت تشعر بالعطش أكثر من المعتاد، وقد يرتفع مستوى السكر في الدم إذا لم يكن لديك ما يكفي من السوائل في جسمك. ولكن هناك بعض المشروبات التي تُسبّب زيادة مستوى الجلوكوز في الدم. قد تُخطئ وتشرب العصير بدلًا من الماء، فانتبه لذلك.

  • عدم حساب الكربوهيدرات التي تحصل عليها من غذائك: يجب أن تراعي كمية الكربوهيدرات التي تحصل عليها من طعامك، حيث تحتوي أيضًا على الجلوكوز (مثل: المعكرونة، والأرز، والخبز).

  • عدم ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام: يجب أن تحرص على ممارسة التمارين الهوائيّة التي تساعد في خفض نسبة السكر في الدم، وزيادة استجابة الجسم لإفراز الأنسولين.

  • عدم الالتزام بالحمية الغذائيّة الصحيّة التي يصفها أخصائي التغذية بالتعاون مع الطبيب المختص بالإشراف على حالتك المرضيّة.

  • عدم الالتزام بمواعيد الفحوصات، أو تخطّي بعضها: عند تشخيص إصابتك بمرض السكري، قد تتطوّر لديك بعض المشاكل الصحيّة الأخرى؛ حتى وإن كنتَ ملتزمًا بجميع تعليمات الطبيب. لا بُدّ من مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات ضغط الدم ومعدل الكولسترول، والتأكد من صحة القدم والعيون والأسنان واللثة، فضلاً عن فحوصات عمل الكلى، والحصول على التطعيمات والمعززات اللازمة.

  • توقُّع الشفاء من المرض في القريب العاجل: قد تحتاج لبعض الوقت حتى يبدأ العلاج بمساعدتك في ممارسة حياتك بشكل طبيعي. لا تتوقّع رؤية نتائج كبيرة في غضون الأيام الأولى وحتى الأسابيع الأولى.

  • عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم: احرص على النوم عن ما لا يقلّ عن 7 ساعات يوميًا، وعالج أيّة أعراض أخرى تُسبّب لك الأرق.

  • عدم الاهتمام بصحتك العقليّة: يجب أن تحرص على صحتّك العقليّة والنفسيّة، ولا بُدّ أن تكون جزءًا لا يتجزّأ من رحلة علاجك؛ فالاكتئاب والتوتر يؤثران على نسبة السكر في الدم بعدّة طرق.

كيف تُساعدك الحمية الغذائيّة في علاج السكر

يجب أن تُخطّط جيّدًا لوجباتك التي تتناولها، ولا بُدّ من مراعاة النصائح الآتيّة:

  • حساب الكربوهيدرات، وطريقة إعداد الطعام.

  • تناوُل الخضراوات غير النشويّة؛ مثل: البروكلي، السبانخ والفاصوليا الخضراء وغيرها.

  • التقليل من السكريات المُضافة والحُبوب المُكررة؛ مثل: الخبز الأبيض، والأرز، والمعكرونة، وإضافة أقل من 2 غرام من الألياف لكل وجبة.

  • تجنُّب تناول الأطعمة الجاهزة من المطاعم قدر الإمكان.

  • الحرص على المشي بعد ربع ساعة تقريبًا من تناول كل وجبة.

  • عند شرب السوائل تجنّب العصائر، حيث إنّ الفواكه تحتوي على نسبة عالية من السكر.

  • في حال عدم تقبلك لشرب الماء كما هو، يمكنك شرب مياه فوارة أو المياه المُنكهة بالليمون أو النعناع أو الخيار، واحرص على أن لا تضيف السكر أبدًا.

كيف تُساعد المُصاب بالسكر على التعايش معه وعلاجه؟

إذا كان أحد أفراد عائلتك مُصابًا بالسكري، أو شُخِّص مؤخرًا بإصابته بهذا المرض، يمكنك أن يكون عنصرًا مساعدًا له من خلال الالتزام بالنصائح الآتية:

  • عدم إحراجه بدعوته لتناول ما يضره من الطعام.

  • معرفة أهم النصائح الغذائيّة الخاصّة بمرضى السكري، والحرص على توفيرها لا سيّما إذا كنت المسؤول عن تحضير وجبات الطعام له.

  • تشجيعه على ممارسة الرياضة.

  • تشجعيه على المشي، وركوب الدراجة، من خلال مشاركته في هذه الفعاليات حتى لا يشعر بالوحدة والإحباط.

  • تقديم التشجيع المعنوي والنفسي كُلّما أمكن ذلك، ومراعاة مشاعره قدر الإمكان.

  • عدم الخوض في الحوارات التي تثير انفعاله، حيث إنّ التوتر يؤثر على نسبة السكر في الدم.

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع