أبرز ما ينبغي معرفته حول أجهزة قياس السكر

يمكن قياس سكر الدم بشكل أساسي بطريقتين؛ الأولى من خلال الاختبارات المعمليّة التي يجريها أخصائي التحاليل المخبريّة في المختبرات، والثانية من خلال استخدام أجهزة قياس السكر الشخصيّة والمنزليّة.

تقيس أجهزة قياس السكر المنزليّة مستوى السكر في الدم باستخدام عيّنة دم مأخوذة من طرف إصبعك (أو موقع بديل)، ثُمّ تُحلّل الدم كاملًا، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء. أو أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM) والتي تقوم بقياس الجلوكوز في سوائل الجسم بين الخلايا دون الحاجة لأخذ عينة دم. أمّا في الاختبارات المعمليّة، يسحب الأخصائي عادةً عيّنة من الوريد في ذراعك، ويعالج العينة لإزالة خلايا الدم الحمراء، واختبار البلازما فقط.

إذا كنت تتساءل عن دقة هذه الأجهزة، فإن الاختبارات المعملية هي الأكثر دقة بالتأكيد. أما أجهزة قياس السكر المنزلية، فعلى الرغم من أنها ليست دقيقة تمامًا، إلا أنها مصممة لتقديم قراءات شبه دقيقة تكون كافية لاتخاذ قرارات العلاج اليومي دون الحاجة لزيارة الطبيب يوميًا.

أجهزة قياس السكر المنزلية تساعد في مراقبة مرض السكري وتقليل مخاطر تطور مضاعفاته. كما تساعد أيضًا في تحديد العوامل التي تؤثر على مستوى السكر في الدم أثناء حياتك اليومية، مثل التمارين الرياضية والأمراض والإجهاد والتعب والجفاف وغيرها.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بفحص نسبة السكر في الدم حسب إرشادات الطبيب. أمّا العوامل التي تُحدّد عدد المرات التي يجب فيها استخدام أجهزة قياس السكر فهي مختلفة، ومن أهمها:

  1. نوع مرض السكري المُصاب به.

  2. طبيعة الأدوية التي تتناولها حاليًا.

  3. عدد الوجبات التي تتناولها يوميًّا.

بعض الأطباء قد يوصون بإجراء الاختبار بضعة مرات في اليوم فقط، بينما قد يعتقد البعض الآخر أنّ المراقبة المستمرة أكثر ملاءمة، حيث إنّ كل حالة فريدة من نوعها، وقد تتغيّر بمرور الوقت.

هناك الكثير من الخيارات المتاحة في السوق، ما يجعل قرار اختيار جهاز قياس السكر الأفضل تحديًا. ومن أهم الأجهزة المتاحة حاليًا في الأسواق لقياس السكر في المنزل وأفضلها وفق معايير متنوعة:

أهم النصائح حول اختيار أجهزة قياس السكر

ما ذكرناه سابقًا من أمثلة على بعض أجهزة قياس السكر المتوفرة في السوق، فالأفضل أولًا التأني قبل التعجل في قرار الشراء، ونظرًا لأنّ أجهزة قياس السكر المنزليّة مُصممة لمساعدتك في مراقبة نسبة السكر، فمن المهم أن يُوفّر جهازك أدق النتائج الممكنة.

من أهمّ الخصائص التي يجب أن تتوفّر في أجهزة قياس السكر للحصول على أفضل النتائج:

  • الأداء الثابت: رغم أهمية الدقة القصوى خلال الاختبار، فإنّ الاتساق في النتائج هو المفتاح الأهم في تقييم الجهاز، حيث لا بُدّ أن تكون النتائج متقاربة من اختبار لآخر، وإلّا فلن تستطيع تقييم المشكلة بشكل صحيح.

  • السعر والقدرة على تحمُّل تكاليف الجهاز: استفسر عن تكاليف الجهاز ومستلزماته. بعض الأجهزة قد تكون منخفضة التكلفة أو مغطاة جزئيًا أو كليًا بواسطة شركات التأمين الصحي

  • تغطية التأمين: سيكون من الأفضل دائمًا مراجعة شركة التأمين لمعرفة أجهزة مراقبة السكر المنزلية التي تغطيها سياسة التأمين جزئيًّا أو كليًّا في الشركة التي تشترك معها.

  • إمكانية الوصول للجهاز: بعض الأجهزة يسهل الوصول لها واستخدامها عند سماع التنبيهات لضرورة قياس السكر في وقت محدد في اليوم، فضلًا عن ميزات قراءة النتائج بطريقة سهلة وبسيطة.

  • متانة الجهاز وقوته: مهما كان جهاز مراقبة الجلوكوز الذي تختاره، فإنه يحتاج إلى الصمود أمام اختبار الزمن وأداء موثوق به حتى بعد الاستخدام المتكرر.

  • قابلية الحمل وسهولة التنقل فيه: تشتمل معظم، إن لم يكن كل، أجهزة قياس الجلوكوز في هذه القائمة على حقائب حمل أو تكون محمولة بطريقة أخرى، حتى تتمكن من الذهاب بها أينما تأخذك حياتك.

  • توفير ميزات خاصة: سواء كان الأمر يتعلق باتصال البلوتوث الذي تبحث عنه، أو التنبيهات السرية، ستجد مجموعة متنوعة من الميزات الخاصة المضمنة في بعض الأجهزة.

  • سهولة استخدام الجهاز: يجب أن تكون قراءة نسبة السكر في الدم عملية سلسة تخلو من التعقيد، ولذلك يجب أن يكون استخدام الجهاز سهلًا ومباشِرًا.

  • تجارب المستخدمين وآرائهم الشخصية: سيكون من الأفضل أخذ تقييمات المستخدمين الآخرين بالحسبان، سواءً كانت آرائهم جيدة أو سيئة، فهم أشخاص حقيقيون سبق لهم وأن استخدموا هذه الأجهزة في حياتهم اليومية.

أخطاء يقع فيها بعض الناس عند شراء أجهزة قياس السكر

إذا كنتَ تقوم بشراء جهاز قياس السكر للمرّة الأولى في حياتك، أو تريد أن تقتني آخر جديد أكثر تطوّرًا، فهناك العديد من الأسئلة التي لا بُدّ أن تطرحها على نفسك لتجنب شراء جهاز غير مناسب لك.

إليكَ أهم الأسئلة التي يجب طرحها على نفسك أوّلًا:

- هل اقترح عليك طبيبك أو ممرضك جهازًا مُحدّدًا؟

يتمتّع المختصون بخبرة كبيرة بالتأكيد ومعرفة واسعة بجميع أنواع الأجهزة، ويمكنهم إرشادك لاختيار الجهاز المناسب لك وفقًا لحالتك الصحيّة ووضعك الماديّ.

- ماذا يغطي تأمينك؟

قد تكون لدى شركة التأمين الخاصة بك قائمة بالأجهزة المعتمدة مسبقًا التي تغطيها، ولذلك عليك أن تتأكّد أيضًا من معرفة ما إذا كان تأمينك يغطي تكلفة شرائط الاختبار والمستلزمات الأخرى.

- كم سيُكلّف هذا الجهاز؟

قد تكون بعض الأجهزة باهظة الثمن، ولا تغطي شركات التأمين دائمًا خيارات للأجهزة الأغلى سعرًا، وقد يتوجّب عليك دفع فرق السعر إذا تجاوز سعر جهازك تغطية شركة التأمين. كما وتُباع أيضًا شرائط الاختبار بشكل منفصل عن الأجهزة، ورُبّما تكون باهظة الثمن، وقد تضع شركات التأمين أحيانًا حدًّا أقصى لما ستدفعه على الشرائح سنويًا أو شهريًا.

- ما مدى سهولة استخدام هذا الجهاز؟

تختلف إجراءات الاختبار حسب الجهاز نفسه، فبعض الأجهزة قد تتطلّب منك مجهودًا أكثر من غيرها. على سبيل المثال، ما مقدار الدم الذي يتطلبه شريط الاختبار؟ وهل يمكنك بسهولة قراءة الأرقام على الشاشة؟

- كم من الوقت يحتاج الجهاز ليُقدّم لك القراءة الصحيحة؟

وقتك ثمين، وعلى الرغم من أنّ بضعة ثوانٍ قد تبدو غير مهمه، إلا أنّ هذا المقدار من الوقت تستشعر أهميته عندما تحتاج إلى إجراء الاختبار لأكثر من مرّة يوميًّا.

- هل تَسهُل صيانة الجهاز؟

عليك أن تعرف ما إذا كانت عملية تنظيف الجهاز سهلة، وإذا كان هناك حاجة لأعاده ضبط معايير الجهاز عند استبدال الشرائط.

- هل يُخزّن الجهاز القراءات؟

يُعدّ تتبع أرقام السكر في الدم أمرًا حيويًّا ومهمًا لضمان الرعاية طويلة المدى، ولذا سيكون من الضروري الاحتفاظ بسجل للقراءات. إذا كنتَ لا تجد مشكلة في تدوين الأرقام في دفتر ملاحظات، فقد تحتاج إلى آلة مبسطة تأخذ القراءات فقط، ولكن لا تسجلها.

ومع ذلك، إذا كنتَ تعلم أنّك قد تحتاج إلى أخذ القراءة خلال تنقلك وتجد صعوبة في تتبع أرقامك، فابحث عن عداد به خيارات للذاكرة، حيث إنّ بعض أجهزة قياس السكر تحتوي على سجلات محفوظة يمكنك استردادها في وقت لاحق. والأفضل من ذلك، هناك بعض الأجهزة التي تساعدك على إنشاء ملف قابل للتنزيل على جهاز الحاسوب، ويمكنك إرساله إلى طبيبك عبر البريد الإلكتروني متى أردت. تأكّد من التحقق من ضبط وقت جهاز القياس والتاريخ بشكل صحيح.

-هل ترغب أن يشمل الجهاز ميزات خاصّة؟

إذا كنت تعلم أنّك ستحمل جهاز القياس هذا معك أثناء التنقل، فقد تحتاج إلى خيار سهل الحمل والنقل. من ناحية أخرى، إذا كنت تواجه صعوبة في حمل الأجهزة الصغيرة، فقد تُفضّل جهازًا كبيرًا به شرائط يسهُل استخدامها.

قد يُفضّل الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر جهاز قياس به شاشة سهلة القراءة، أو أوامر ومطالبات شفهية، في حين قد تجد خيارات مُلونة للأطفال.

تشمل الميزات الخاصة الأخرى ما يلي:

  • القدرة الصوتية للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر.

  • شاشات ذات إضاءة خلفية تُسهّل القراءة ليلًا أو في الإضاءة المنخفضة.

  • تخزين ذاكرة بأحجام مختلفة.

  • إمكانيات معالجة مختلفة، مثل: تخزين الشرائط في جهاز القياس، أو وجود مقياس USB.

  • هناك أجهزة تُسجّل جرامات الكربوهيدرات وجرعات الأنسولين مع قراءة السكر.

  • هناك أجهزة قياس يمكنها اختبار مستويات كيتون الدم فضلًا عن مستويات السكر في الدم.

الآن بعد أن تجيب عن كل الأسئلة السابقة، يمكنك تحديد الخيارات التي تحتاج توفُرها في الجهاز الذي تريد شرائه، ومن ثُمّ مقارنة خياراتك مع الأجهزة المتوفرة في السوق، وشراء ما تحتاجه دون الحاجة للوقوع في الخطأ عند شراء جهازك المناسب، وتكلفة نفسك خسائر مادية كثيرة لمجرّد تجربة الجهاز الخاطئ.

هل استفدت من هذا المحتوى؟
شارك الموضوع